top of page

6- عمر بن عبدالعزيز (1)
99 - 101 هـ (2)

عبدُالعَزِيْزِ الفَاضِلُ الأَجَـلُّ
وكانَ فِيْهِ كَأَبي حَفْصٍ عُمَرْ(3)
وأَرْبَعُونَ وشُهُـــورٍ جَدُّهُ(5)​

فعُمَــــرُ التَّقِــــــيُّ ذَاكَ نجْــلُ
مَنْ بِالتُّقَى والدِّيْنِ والعَدْلِ اشْتَهَرْ
عَامَانِ خمسةُ شُهُورٍ عَدُّهُ (4)​

دينار عمر بن عبدالعزيز​   سنة الضرب: 100 هـ     الوزن: 4.22 غرام     القطر: 20.4 ملم​

 

 مركز الوجه:  لا إله إلا 

     الله وحده 

    لاشريك له

الهامش: محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله

 مركز الظهر:  الله أحد الله 

      الصمد لم يلد 

     ولم يولد

الهامش: بسم الله ضرب هذا الدينر

سنة مئة

 

(1) هو عـمـر بـن عبدالعزيـز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية.

 

(2) ولي الخلافة يوم توفي سليمان بن عبدالملك على الخلاف المذكور أعلاه، حيث استخلفه كما سيأتي، و توفي متأثراً بالمرض بخناصرة؛ من دير سمعان بين حماة وحلب، في يوم الجمعة، وقيل في يوم الأربعاء لخمس بقين من رجب سنة إحدى ومائة (البداية والنهاية 9/183).

وفي قصة استخلافه قال ابن كثير: روى ابن جرير عن رجاء ابن حيوة – وكان وزير صدق لبني أمية – قال: استشارني سليمان بن عبد الملك وهو مريض أن يولي له ابناً صغيراً لم يبلغ الحلم، فقلت: إن مما يحفظ الخليفة في قبره أن يولي على المسلمين الرجل الصالح، ثم شاورني في ولاية ابنه داود، فقلت: إنه غائب عنك بالقسطنطينية ولا تدري أحي هو أو ميت.

فقال: من ترى ؟ فقلت: رأيك يا أمير المؤمنين، قال فكيف ترى في عمر بن عبدالعزيز؟ فقلت: أعلمه والله خيراً فاضلاً مسلما يحب الخير وأهله، ولكن أتخوف عليه إخوتك أن لا يرضوا بذلك، فقال: هو والله على ذلك وأشار رجل (أ) أن يجعل يزيد بن عبدالملك ولي العهد من بعد عمر بن عبدالعزيز ليرضى بذلك بنو مروان، فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من سليمان بن عبدالملك لعمر بن عبد العزيز، إني قد وليته الخلافة من بعدي ومن بعده يزيد بن عبدالملك فاسمعوا له وأطيعوا، واتقوا الله ولا تختلفوا فيطمع فيكم عدوكم.

وختم الكتاب وأرسل إلى كعب بن حامد العبسي صاحب الشرطة فقال له: اجمع أهل بيتي فمرهم فليبايعوا على ما في هذا الكتاب مختوماً، فمن أبى منهم ضربت عنقه فاجتمعوا وأدخلوا رجالاً منهم فسلموا على أمير المؤمنين، فقال لهم: هذا الكتاب عهدي إليكم، فاسمعوا له وأطيعوا وبايعوا من وليت فيه، فبايعوا لذلك رجلاً رجلاً، قال رجاء: فلما تفرقوا جاءني عمر بن عبدالعزيز فقال: أنشدك الله وحرمتي ومودتي إلا أعلمتني إن كان كتب لي ذلك حتى أستعفيه الآن قبل أن يأتي حال لا أقدر فيه على ما أقدر عليه الساعة، فقلت: والله لا أخبرك حرفاً واحداً.

 

قال: ولقيه هشام بن عبد الملك فقال: يا رجاء إن لي بك حرمة ومودة قديمة، فأخبرني هذا الامر إن كان إلى علمت، وإن كان لغيري فما مثلي قصر به عن هذا. فقلت: والله لا أخبرك حرفا واحدا مما أسره إلي أمير المؤمنين، قال رجاء: دخلت على سليمان فإذا هو يموت، فجعلت إذا أخذته السكرة من سكرات الموت أحرفه إلى القبلة، فإذا أفاق يقول: لم يأن لذلك بعد يا رجاء، فلما كانت الثالثة قال: من الآن يا رجاء إن كنت تريد شيئا، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده و رسوله، قال: فحرفته إلى القبلة فمات رحمه الله. قال: فغطيته بقطيفة خضراء وأغلقت الباب عليه وأرسلت إلى كعب بن حامد فجمع الناس في مسجد دابق فقلت: بايعوا لمن في هذا الكتاب، فقالوا: قد بايعنا، فقلت بايعوا ثانيةً، ففعلوا، ثم قلت: قوموا إلى صاحبكم فقد مات، وقرأت الكتاب عليهم، فلما انتهيت إلى ذكر عمر بن عبدالعزيز تغيرت وجوه بني مروان، فلما قرأت وإن هشام ابن عبدالملك بعده، تراجعوا بعض الشيء. ونادى هشام لا نبايعه أبداً، فقلت: أضرب عنقك والله، قم فبايع، ونهض الناس إلى عمر بن عبدالعزيز وهو في مؤخر المسجد، فلما تحقق ذلك قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ولم تحمله رجلاه حتى أخذوا بضبعيه فأصعدوه على المنبر، فسكت حيناً، فقال رجاء بن حيوة: ألا تقوموا إلى أمير المؤمنين فتبايعوه، فنهض القوم فبايعوه.

ثم أتى هشام فصعد المنبر ليبايع وهو يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، فقال عمر: إنا لله و إنا إليه راجعون الذي صرت أنا وأنت نتنازع هذا الأمر.ثم قام فخطب الناس خطبة بليغة وبايعوه، فكان مما قاله في خطبته: أيها الناس، إني لست بمبتدع ولكني متبع، وإن من حولكم من الأمصار والمدن إن أطاعوا كما أطعتم فأنا واليكم، وإن هم أبوا فلست لكم بوالٍ ، ثم نزل، فأخذوا في جهاز سليمان، قال الأوزاعي: فلم يفرغوا منه حتى دخل وقت المغرب، فصلى عمر بالناس صلاة المغرب، ثم صلى على سليمان ودفن بعد المغرب، فلما انصرف عمر أُتِيَ بمراكب الخلافة ( فأبى أن يركبها) وركب دابته وانصرف مع الناس حتى أتوا دمشق، فمالوا به نحو دار الخلافة فقال: لا أنزل إلا في منزلي حتى تُفْرَغَ دار أبي أيوب، فاستحسنوا ذلك منه، ثم استدعى بالكاتب فجعل يملي عليه نسخة الكتاب الذي يبايع عليه الأمصار، قال رجاء: فما رأيت أفصح منه. أهـ (البداية والنهاية 9/181-183).

(3) يُشَبِّهُهُ في أمر الخلافة بعمر بن الخطاب رضي الله عنه .

(4) قال ابن كثير: وكانت خلافته فيما ذكر غير واحد سنتين وخمسة أشهر وأربعة أيام. أهـ (البداية والنهاية 9/192).

 

(5) قال ابن كثير: توفي عن تسع وثلاثين سنة وأشهر، وقيل: إنه جاوز الأربعين بأشهر فالله أعلم. أهـ (البداية والنهاية 9/192).

 

 

أ. ولعله: وأشار رجا ( أي ابن حيوة ) كما في (تاريخ الخلفاء 226).

  • YouTube
  • Facebook Clean Grey
  • Twitter Clean Grey
  • Grey Instagram Icon
bottom of page