top of page

3- عبدالملك بن مروان (1)
65 - 86 هـ (2)

بَعْدَ أَبِيْهِ إِذْ نَوَى اسْتِخْلافَهْ(3)

دَاهِيَـةٍ وعَـالِمٍ جَـلِيْـلِ
لابْنِ الزُّبَيْرِ فَهُوَ اعْوِجَاجِ(4)
فَـإِنَّهُ مـا سَاءَهُ في فِعْلِـهِ
بِجُرْفِه (5) إِحْدَى وعِشْرِيْنَ سَنَهْ(6) 
خمسونَ مَعْ ثَلاثٍ زَالَ بَدْرُهُ(7)

مَعَ الثَّمَانِينَ أَتَتْ بِالثَّبْتِ(8)

و نَالَ عبدُ الملكِ الخِلافَهْ

أَعْظِمْ بِهِ مِنْ حَـازِمٍ نَبِيْـلِ
وكانَ مَا كَانَ مِنَ الحَجَّاجِ
فَهْـوَ و إِنْ لمْ يَرْضَهُ بِقَوْلِـهِ
بَقِيْ في الخِلافَةِ المُعَـزَّزَهْ

ومَاتَ مِنْ شَرْبَةِ مَاْ ، وَعُمْرُهُ
مِنْ خمسِ والسِّتِّينَ حَتَّى السِّتّ

دينار عبدالملك بن مروان  سنة الضرب: 78 هـ الوزن: 4.19 غرام  القطر: 19.5 ملم

 

 مركز الوجه:  لا إله الا 

     الله وحده 

    لاشريك له

محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله

 

 مركز الظهر:  الله أحد الله 

     الصمد لم يلد 

      ولم يولد

 

الهامش: بسم الله ضرب هذا الدينر

سنة ثمان وسبعين

(1) هو عبدالملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن شمس بن عبدمناف.

 

(2) بويع له بالخلافة في حياة أبيه، فلما مات أبوه في ثالث رمضان جددت له البيعة بدمشق ومصر وأعمالهما (البداية والنهاية 8/260).

وتوفي منتصف شوال سنة ست و ثمانون للهجرة. (الكامل في التاريخ 4/237).

 

(3) بويع بعهد من أبيه في خلافة ابن الزبير فلم تصح خلافته وبقي متغلباً على مصر والشام (تاريخ الخلفاء 214). 

 

(4) قال ابن كثير: في سنة ثلاث و سبعين كان مقتل عبدالله بن الزبير على يدي الحجاج ابن يوسف الثقفي المبير قبحه الله وأخزاه، قال الواقدي: حدثني مصعب بن نائب عن نافع مولى بني أسد – وكان عالماً بفتنة ابن الزبير – قال: حُصِر ابن الزبير ليلة هلال الحجة سنة ثنتين و سبعين. و قتل لسبع عشر ليلة خلت من جمادى الأول سنة ثلاث و سبعين، فكان حصر الحَجَّاج له خمسة أشهر و سبع عشرة ليلة. وقد ذكرنا فيما تقدم (أ) أن الحجاج حج بالناس في هذه السنة الخارجة، وكان في الحج ابن عمر  وقد كتب عبدالملك إلى الحجاج أن يأتم بابن عمر في المناسك كما ثبت ذلك في الصحيحين (ب).

 

فلما استهلت هذه السنة استهلت وأهل الشام محاصِرون أهل مكة وقد نصب الحجاج المنجنيق على مكة ليحصر أهلها حتى يخرجوا إلى الأمان و الطاعة لعبدالملك وكان مع الحجاج الحبشة، فجعلوا يرمون بالمنجنيق فقتلوا خلقاً كثيراً، وكان معه خمس مجانيق فألح عليها بالرمي من كل مكان، وحبس عنهم الميرة و الماء، فكانوا يشربون من ماء زمزم، وجعلت الحجارة تقع على الكعبة، والحجاج يصيح بأصحابه: يا أهل الشام الله الله في الطاعة، فكانوا يحملون على ابن الزبير حتى يقال أنهم آخذوه في هذه الشدة، فيشد عليهم ابن الزبير وليس معه أحد حتى يخرجهم من باب بني شيبة، ثم يكرون عليه فيشد عليهم، فعل ذلك مراراً، وقَتَلَ يومئذٍ جماعة منهم وهو يقول: هذا وأنا ابن الحواري .

 

وقيل لابن الزبير ألا تكلمهم في الصلح فقال: والله لو وجدوكم في جوف الكعبة لذبحوكم جميعاً والله لا أسألهم صلحاً أبداً. وذكر غير واحد أنهم لما رموا بالمنجنيق جاءت الصواعق و البروق و الرعود حتى جعلت تعلو أصواتها على صوت المنجنيق، ونزلت صاعقة فأصابت من الشاميين اثني عشر رجلاً فضعفت عند ذلك قلوبهم عن المحاصرة، فلم يزل الحجاج يشجعهم ويقول: إني خبير بهذه البلاد، هذه بروق تهامة و رعودها و صواعقها، و إن القوم يصيبهم مثل الذي يصيبكم، وجاءت صاعقة من الغد فقتلت من أصحاب ابن الزبير جماعة كثيرة أيضاً، فجعل الحجاج يقول: ألم أقل لكم إنهم يصابون مثلكم وأنتم على الطاعة وهم على المخالفة، وكان أهل الشام يرتجزون وهم يرمون بالمنجنيق ويقولون: مثل الفنيق المزبد*ترمى بها أعواد هذا المسجد فنزلت صاعقة على المنجنيق فأحرقته، فتوقف أهل الشام عن الرمي و المحاصرة فخطبهم الحجاج فقال: ويحكم ألم تعلموا أن النار كانت تنزل على من كان قبلنا فتأكل قربانهم إذا تقبل منهم؟ فلولا أن عملكم مقبولاً ما نزلت النار فأكلته، فعادوا إلى المحاصرة. 

وما زال أهل مكة يخرجون إلى الحجاج بالأمان ويتركون ابن الزبير حتى خرج إليه قريب من عشرة آلاف،

فأمنهم وقل أصحاب ابن الزبير جداً، حتى خرج إلى الحجاج حمزة و خبيب ابنا عبدالله بن الزبير، فأخذا لأنفسهما أماناً من الحجاج فأمنهما، ودخل عبدالله بن الزبير على أمه – أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما -فشكا إليها خذلان الناس له وخروجهم إلى الحجاج حتى أولاده و أهله، و إنه لم يبق معه إلا اليسير، ولم يبق لهم صبر ساعة، والقوم يمطرونني ما شئت من الدنيا، فما رأيك؟ فقالت: يا بني أنت أعلم بنفسك.

إن كنت تعلم أنك على حق و تدعو إلى حق فاصبر عليه فقد قتل عليه أصحابك، ولا تمكن رقبتك يلعب بها غلمان بني أمية، وإن كنت تعلم أنك إنما أردت الدنيا فلبئس العبد أنت، أهلكت نفسك و أهلكت من قتل معك، و إن كنت على حق فما و هن الدين و إلى كم خلودك في الدنيا؟ القتل أحسن.

فدنا منها فقبل رأسها وقال: هذا والله رأيي، ثم قال: والله ما ركنت إلى الدنيا ولا أحببت الحياة فيها، وما دعاني إلى الخروج (أ) إلا الغضب لله أن تستحل حرمته، ولكني أحببت أن أعلم رأيك فزدتيني بصيرة مع بصيرتي، فانظري يا أماه فإني مقتول في يومي هذا فلا يشتد حزنك، وسلمي لأمر الله، فإن ابنك لم يتعمد إتيان منكر، ولا عمل بفاحشة قط، ولم يجر في حكم الله، ولم يغدر في أمان ولم يتعمد ظلم مسلم ولا معاهد، ولم يبلغني ظلم عن عامل فرضيته بل أنكرته، ولم يكن عندي آثر من رضى ربي عز وجل، اللهم إني لا أقول هذا تزكية لنفسي، اللهم أنت أعلم بي مني ومن غيري، ولكني أقول ذلك تعزية لأمي لتسلو عني، فقالت أمه: إني لأرجو من الله أن يكون عزائي فيك حسناً إن تقدمتني أو تقدمتك، ففي نفسي اخرج يا بني حتى أنظر ما يصير إليه أمرك، فقال جزاك الله يا أمه خيراً فلا تدعي الدعاء قبل و بعد.

فقالت لا أدعه أبداً لمن قتل في باطل فلقد قتلت على حق، ثم قالت: اللهم ارحم طول ذلك القيام وذلك النحيب و الظمأ في هواجر المدينة ومكة، وبره بأبيه و بي، اللهم قد سلمته لأمرك فيه ورضيت بما قضيت فقابلني في عبدالله بن الزبير بثواب الصابرين الشاكرين. ثم أخذته إليها فاحتضنته لتودعه واعتنقها ليودعها – وكانت قد أضرت في آخر عمرها– فوجدته لابساً درعاً من حديد فقالت: يا بني ماهذا لباس من يريد ما تريد من الشهادة فقال: يا أماه إنما لبسته لأطيب خاطرك و أسكن قلبك به، فقالت: لا يا بني ولكن انزعه فنزعه وجعل يلبس بقية ثيابه ويتشدد وهي تقول: شمر ثيابك، وجعل يتحفظ من أسفل ثيابه لئلا تبدو عورته إذا قتل، وجعلت تذكره بأبيه الزبير، وجده أبي بكر الصديق، وجدته صفية بنت عبدالمطلب، وخالته عائشة زوج رسول الله و ترجيه القدوم عليهما إذا هو قتل شهيداً، ثم خرج من عندها فكان ذلك آخر عهده بها رضي الله عنهما وعن أبيه و أبيها.

قالوا: وكان يخرج من باب المسجد الحرام وهناك خمسمائة فارس و راجل فيحمل عليهم فيتفرقون عنه يميناً و شمالاً ولا يثبت له أحد وهو يقول: ( إني إذا أعرف يومي أصبر * إذ بعضهم يعرف ثم ينكر ) وكانت أبواب الحرم قد قل من يحرسها من أصحاب ابن الزبير، وكان لأهل حمص حصار الباب الذي يواجه باب الكعبة، ولأهل دمشق باب بني شيبة، ولأهل الأردن باب الصفا، ولأهل فلسطين باب بني جمح، ولأهل قنسرين باب بني سهم، وعلى كل باب قائد ومعه أهل تلك البلاد، وكان الحجاج و طارق بن عمرو في ناحية الأبطح، وكان ابن الزبير لا يخرج على أهل باب إلا فرقهم وبدد شملهم، وهو غير ملبس حتى يخرجهم إلى الأبطح ثم يصيح لو كان قرني واحداً كفيته، فيقول ابن صفوان وأهل الشام أيضاً : إي والله وألف رجل، ولقد كان حجر المنجنيق يقع على طرف ثوبه فلا ينزعج بذلك، ثم يخرج إليهم فيقاتلهم كأنه أسد ضاري، حتى جعل الناس يتعجبون من إقدامه وشجاعته، فلما كان ليلة الثلاثاء السابع عشر من جمادى الأولى من هذه السنة بات ابن الزبير يصلي طول ليلته ثم جلس فاحتبى بحميلة سيفه فأغفى ثم انتبه مع الفجر على عادته، ثم قال: أذِّن يا سعد فأذن عند المقام، وتوضأ ابن الزبير ثم صلى ركعتي الفجر، ثم أقيمت الصلاة فصلى الفجر، ثم قرأ سورة ن حرفاً حرفاً، ثم سلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: اكشفوا وجوهكم حتى أنظر إليكم، فكشفوا وجوههم وعليهم المعافر،

فحرضهم وحثهم على القتال والصبر، ثم نهض ثم حمل وحملوا حتى كشفوهم إلى الحجون فجاءته آجرة فأصابته في وجهه فارتعش لها،فلما وجد سخونة الدم يسيل على وجهه تمثل بقول بعضهم: ولسنا على الأعقاب تدمي كلومنا * ولكن على أقدامنا تقطر الدما (أ) ثم سقط إلى الأرض فأسرعوا إليه فقتلوه رضي الله عنه، و جاؤا إلى الحجاج فأخبروه فخر ساجـداً أخزاه الله، ثم قام هو وطارق بن عمرو حتى وقفا عليه وهو صريع، فقال طارق: ما ولدت النساء أذكر من هذا، فقال الحجاج: تمدح من يخالف طاعة أمير المؤمنين؟ قال: نعم هو أعذر لأنا محاصروه وليس هو في حصن ولا خندق ولا منعه ينتصف منا، بل يفضل علينا في كل موقف، فلما بلغ ذلك عبدالملك ضرب طارقاً. وروى ابن عساكر في ترجمة الحجاج أنه لما قتل ابن الزبير ارتجت مكة بكاءً على عبدالله بن الزببير فخطب الحجاج الناس فقال: أيها الناس إن قبحه عبدالله ابن الزبير كان من خيار هذه الأمة حتى رغب في الخلافة ونازعها أهلها وألحد في الحرم فأذاقه من عذابه الأليم، وإن آدم كان أكرم على الله من ابن الزبير، وكان في الجنة، وهي أشرف من مكة، فلما خالف أمر الله وأكل من الشجرة التي نهي عنها أخرجه الله من الجنة، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله وقيل إنه قال: يا أهل مكة إكباركم و استعظامكم قتـل ابن الزبير، فإن ابن الزبير كان من خيار هذه الأمة حتى رغب في الدنيا ونازع في الخلافة أهلها، فخلع طاعة الله وألحد في حرم الله، ولو كانت مكة شيئاً يمنع القضاء لمنعت آدم حرمة الجنة وقد خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته. وعلمه أسماء كل شيء، فلما عصاه أخرجه من الجنة وأهبطه إلى الأرض، وآدم أكرم على الله من ابن الزبير، وإن ابن الزبير غير كتاب الله.فقال له عبدالله بن عمر: لو شئت أن أقول لك كذبت لقلت، والله إن ابن الزبير لم يغير كتاب الله، بل كان قواماً به صواماً، عاملاً بالحق .

ثم كتب الحجاج إلى عبدالملك بما وقع ، وبعث برأس ابن الزبير مع رأس عبدالله بن صفوان وعمارة بن حزم إلى عبدالملك، ثم أمرهم إذا مروا بالمدينة أن ينصبوا الرؤوس بها، ثم يسيروا بها إلى الشام ففعلوا ما أمرهم به، وأرسل بالرؤوس مع رجل من الأزد فأعطاه عبدالملك خمسمائة دينار، ثم دعا بمقراض فأخذ من ناصيته ونواصي أولاده فرحاً بمقتل ابن الزبير، عليهم من الله ما يستحقون.ثم أمر الحجاج بجثة ابن الزبير فصلبت على ثنية كدا عند الحجون، يقال منكسة فما زالت مصلوبة، حتى مر به عبدالله بن عمر فقال: رحمة الله عليك يا أبا خبيب، أما والله لقد كنت صواماً قواماً، ثم قال: أما آن لهذا الراكب أن ينزل؟ فبعث الحجاج فأنزل عن الجذع ودفن هناك. ودخل الحجاج إلى مكة فأخذ البيعة من أهلها إلى عبدالملك بن مروان، ولم يزل الحجاج مقيماً بمكة حتى أقام للناس الحج عامه هذا أيضاً وهو على مكة واليمامة واليمن. أهـ (البداية والنهاية 8/329-332).

(5)بجرفه: يذم الرجل فيقال جرف منهال فإنما يعني أنه ليس له حزم ولا عقل (لسان العرب11/713).

(6) وقال ابن الأثير: كانت خلافته من لدن قتل ابن الزبير ثلاث عشرة سنة وأربعة أشهر إلا سبع ليال، وقيل وثلاثة أشهر وخمسة عشر يوماً (الكامل في التاريخ 4/237).

(7) لما اشتد مرضه قال بعض الأطباء: إن شرب الماء مات. فاشتد عطشه، فقال يا وليد: اسقني ماء. قال: لا أعين عليك، فقال لابنته فاطمة اسقني ما فمنعها الوليد. فقال: لتدعنها أو لأخلعنك فقال: لم يبق بعد هذا شيء فسقته فمات، ودخل الوليد عليه وابنته فاطمة عند رأسه تبكي فقال: كيف أمير المؤمنين؟ قال: هو أصلح فلما خرج قال عبدالملك: ومستخبر عنا يريد لنا الردى ومستخبرات والدموع سواجموكان عمره ستين سنة، وقيل: ثلاثاً و ستين سنة (الكامل في التاريخ 4/237).

(8) أي أن خلافته دامت منذ عام خمس وستون وحتى ست و ثمانون للهجرة بما في ذلك الفترة التي كان فيها ابن الزبير خليفةً شرعياً. والأرجح أن هذا البيت موضعه قبل الذي قبله.

 

 

 

أ. سبق في (البداية والنهاية 8/325).
ب. روى البخاري عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ أَنَّ عَبْدَالْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ كَتَبَ إِلَى الْحَجَّاجِ أَنْ يَأْتَمَّ بِعَبْدِاللَّهِ ابْنِ عُمَرَ فِي الْحَجِّ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ جَاءَ ابْنُ عُمَرَ رَضِي اللَّه عَنْهمَا وَأَنَا مَعَهُ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ أَوْ زَالَتْ فَصَاحَ عِنْدَ فُسْطَاطِهِ أَيْنَ هَذَا فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ الرَّوَاحَ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ صَدَقَ.
رواه البخاري في الحج 1660 ، 1663 واللفظ له، ورواه النسائي في المناسك 3005،3009 ورواه مالك في الحج 911 . ولم أجده في مسلم.​

ت. والمعنى : أننا لسنا نضرب من أعقابنا أي خلفنا كناية عن الهارب الذي يلحق به و يضرب من خلفه، ولكن على أقدامنا تقطر الدما كناية عن الإصابة وهو مقبل ليس مدبر فالقدم تجاه قبل الإنسان لا دبره فلا يقطر عليها إلا الدم النازف من أي عضو في قبل الإنسان لا في دبره.

  • YouTube
  • Facebook Clean Grey
  • Twitter Clean Grey
  • Grey Instagram Icon
bottom of page